*تكاتف معك*

 *تكاتف معك*

عندما ترى كل عوامل الأمان لديك تتشرخ وفي طريقها إلى الإنهيار وتحاول ترميم التصدعات لكنك تكتشف إنها أكثر من أن تكفي محاولاتك وحدك لتغطيتها

وحينما تحاول الذوبان في الآخرين علّك تستطيع صنع عالم آخر موازٍ يمنحك بعض الدفء والود الصادق..فتُمنح طاقة تكفيك للوقوف على قدميك صلبا ً وبيت أمانك تتهاوى جدارنه من حولك!

وحينما تجد أن الآخرين أمدوك بدلا ً من ذلك بشئ من الخوف..ونوع آخر من التوجس!

لتكتشف أن الحقيقي والصافي في الآخرين لم يكمل عدده حتى أصابع يد واحدة..وأن الباقي برمته..زيف مشوب بصدق ضئييييييييييل..أو زيف مطلق تزينه رتوش خارجية كقشر الذهب لا غير!

ورغم ذلك يحدوك الأمل..((كل الشروخ ستُسد..وجدارن الأمان ستُرمم رغم كل شئ..ويوما ً لن أرها تتهاوى

وسيزيد الحقيقي الصافي حتى يشمل الآخرين..سيزيد لدرجة لن تجعلني أفكر في أحصاءه))

............

حينما تكون العتمة بكل قسوتها وبرودتها هي ملء الفراغ من حولك..وهناااااااااك..في جانب صغير من مكان بعيد

لا تدري أهو نهاية الفراغ أم لا..هناك..فتيل ضوء..تراه عيناك شمس نهار تملأ وحشة العتمة وتضفي الدفء..رغم إنه ليس سوى فتيل!

وتُتهم ب"الهبل والعبط" لأن أملك مازال صامدا ً وواقفا ً بشموخ وقوة مجابها ً كل محاولات إفتراس الواقع له!

حينئذ لا تشغل بالا ً بكل هرتلاتهم..وأكمل سد الشروخ بنفس الحماس..حتى وإن تهاوى يوما ً جدار

مازال هناك ثلاث..بعد الفروغ منهم ستبني آخر رابع..لم يكن يوما ً كالذي مضى..لكنه سيكفي لصنع المنشود

..........

تكاتف أنت معك صدقا ًحتى تجد الآخرين قد بدأوا ينسابوا رويدا ً للتكاتف معك

وحتى لو لم تجد يوما ً سوى آخر واحد قد تكاتف معاك فقد أحرزت نصرا ً لا يضاهيه نصر

ولكن

لا تستند سوى عليك مهما حدث

كن بك وحدك

ساره نهل المصري

"همس القمر"

السبت 2-1-2010

الساعة 10:53 صباحا ً