الاثنين، 2 سبتمبر 2019

المُختلف



المُختلف..!


كلما أمسكت القلم لأسكبكم من الجرح للحبر.. أرتعش القلم وأنتفض متوجعاً.. الألم أكبر من أن يتحمل ثقله المسكين حتى ولو كان لأمد قليل.. حاولت اقناعه إنه سيكون مجرد جسر ناقل ليس إلا.. أرتجف متمرداً ثائراً وتحرك بين أصبعي كاتباً: تسكنني جميع كتاباتك.. أنا لست مجرد ناقل.. كل حرف يحفر بداخلي قبل أن أحفره على الأوراق.. كل كلمة تكتبيها أو تمسحيها.. كل اختلاجة قلب تنتقل لى تنتشر بين جوانحي قبل أن تتشكل رسماً فوق الورق.. فرحك حزنك غضبك لوعتك جزلك سخريتك جميع حركاتك وسكناتك بت أتنبأ بها وأدخل مع ذاتي مسابقات حول صحة تنبأي ودوماً ما أفوز..!
 يالحبيبة أنا جزء من كينونتك.. بل ربما أكون كينونتك.. حين لا أستجيب لبركانك الثائر الهادر ولا أطلقه فذلك حماية لك منكِ.. فالأحرف وقتها ستحرقك وستحيلك لرماد لا بقايا للروح فيه.. إذا كان الحرف سيقتلك لم أطاوعك؟ 
أنا المُختلف عن أقلامهم لأنني وببساطة قلمك أنتي.. إنعكاس روحك وشغفك وحنينك وأحلامك وآمالك وآلامك.. أنا المُتمرد مثلك.. أتمرد عليكِ حنواً وعشقاً.. لم أجافيكِ يوماً ولكن لو تعلمين هدر أمواجك يُخيفني كثيراً فهو ثائر بحنو.. هائج بحكمة.. مُتسرع بتوءدة.. ينتشر مسرعاً فيغطي شاطئّ وقبل أن احتويه ينحسر بنفس السرعة فلا أجد بين رمالي سوى طيف سريع الجفاف..!
حينما تتكئين بذكرى عابرة على هذا الجُرح فتهرعين إليّ أجدني ألهث مُتعباً فقط بمجرد أن تحتويني أصابعك من قبل كتابة نقطة واحدة.. احتار غالباً في كيفية صوغ كل هذا ببساطة.. أنتي البسيطة المُعقدة.. تلقائيتك الحيوية تزيدني ارتباكاً.. فكيف لي أن أجمدك حبراً أنتي المُنطلقة بسرعة أكبر من ادراكي والمُتجمدة بدرجة تيبس وعيّ.. ياصغيرتي سأرسم معكِ بأريحية الأجزاء الأخرى ولكن هذا الجزء شاق عليّ لكل ما سبق.. فاختزال ٣١ عاماً من الخُذلان لهو خُذلان أكبر! 


ساره نهل المصري
الأثنين 2-9-2019

هناك تعليقان (2):